{وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم} بأن لا يقتل بعضكم بعضاً، ولا يُخرج بعضكم بعضاً من داره ولا يغلبه عليها، {ثم أقررتم} أَيْ: قبلتم ذلك {وأنتم} اليوم {تشهدون} على إقرار أوائلكم، ثمَّ أخبر أنَّهم نقضوا هذا الميثاق فقال: {ثم أنتم هؤلاء} أراد: يا هؤلاء {تقتلون أنفسكم} يقتل بعضكم بعضاً. {وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم} تتعاونون على أهل ملَّتكم {بالإثم والعدوان}: بالمعصية والظُّلم {وإن يأتوكم أسارى} مأسورين يطلبون الفداء فديتموهم {وهو محرَّم عليكم إخراجهم} أَيْ: وإخراجهم عن ديارهم محَّرمٌ عليكم {أفتؤمنون ببعض الكتاب} يعني: فداء الأسير {وتكفرون ببعض} يعني: القتل والإخراج والمظاهرة على وجه الإباحة؟ قال السُّدِّيُّ: أخذ الله تعالى عليهم أربعة عهودٍ: تركَ القتل، وترك الإِخراج، وترك المظاهرة، وفداء أُسرائهم فأعرضوا عن كلِّ ما أُمروا به إلاَّ الفداء. {فما جزاء مَنْ يفعل ذلك منكم إلا خزيٌ} فضيحةٌ وهوانٌ {في الحياة الدنيا}، وقوله: {فلا يخفف عنهم العذاب} معناه: في الدُّنيا والآخرة، وقيل: هذه الحالة مختصَّةٌ بالآخرة.